Quantcast
Channel: شبكة قدس الإخبارية »مكافحة التمرد
Viewing all articles
Browse latest Browse all 9

التمويل والهيمنة: شباك التمويل الاجنبي والسينما (3)

$
0
0

5- تمويل وتنظيم العروض: مثالها تنظيم الاوروميد السمعي البصري لسلسلة عروض ومناظرات في بروكسل بالتعاون مع البرلمان الاوروبي لتعزيز أهدافه التطبيعية، والطريف في الأمر أن البرنامج يقدم الربيع العربي كمجال اهتمامه في هذه التظاهرة، لنجد في النهاية أن التظاهرة تشمل أيضا عدداً من الأفلام الإسرائيلية: “ثورة 101″، “شرقية”، “جيران الله”، تم برمجتها لتعرض جنبا إلى جنب مع الأفلام العربية التي تتناول الأوضاع العربية وبعض منها الفلسطيني مثل فيلم: “الشتا اللي فات” للمصري ابراهيم بطوط، “ارضي”، و”خيول الله” للمغربي نبيل عيوش، “حبيبي راسك خربان” للفلسطينية سوزان يوسف،”نحن هنا” للتونسية عدلا يحيى، “678″ للمصري محمد دياب، “التائب” للجزائري مرزاق علواش.

6- الزيارات الميدانية، والتقارير شبه الاستخبارتية، واعداد الابحاث والدراسات، وإنشاء قاعدة بيانات: تحت عنوان الحقائق على الأرض، وبذريعة التواصل مع الفنانين على الأرض، بادر (الصندوق العربي للثقافة والفنون -آفاق ) بزيارات ميدانية وبتقديم تقارير تدرس فيها الوضع الثقافي، السياسي، والاجتماعي القائم في بلدان الربيع العربي: سوريا، مصر، تونس، اليمن، وليبيا.

وهذه التقارير تشبه إلى حد بعيد التقارير الاستخبارتية التي تقدم دراسة تحليلة للوضع القائم تحت مظلة ثقافية. “ركوب موجة الربيع العربي” لم يكن هذا فقط عنواناً حملته طيات التقرير الأخير “آفاق – اكسبرس“ 2012، او حتى برنامج “تقاطعات” المخصصين لتمويل الأفلام، وإنما توجه مقصود لتقديم دراسة للجهات المانحة عن كيف يمكن بالفعل امتطاء موجة الربيع العربي.

علاوة على أن جميع الأفلام السينمائية التي يتم تمولها من برنامج (افاق) يتم تحليل مخرجاتها في التقرير السنوي، أو في تقارير خاصة كما في تقرير “افاق –اكسبرس” 2012، والذي هو عبارة عن برنامج منح فورية مخصص لتمويل المشاريع التي تتناول الربيع العربي. ومن ثم تتم دراسة ثيمات (مواضيع) هذه الأعمال وتحليل كيف فكر وعبّر المبدعون الشباب عن الربيع العربي، وبالتالي بما يفيد دراسة كيف يمكن تطوير البذور المرغوب بتنميتها لديهم.

هذه الدراسات قد تكون مفيدة بالفعل ولم نكن لننحو إلى التشكيك في الأهداف الكامنة خلفها، لولا أن كل هذه المعلومات، وغيرها من المنشورات، والدراسات والأبحاث، ستشكل جزءاً من قاعدة بيانات يرصد من خلالها الوضع الثقافي السياسي والإجتماعي العربيّ وتحولات الفرد في ضوئها، وهي بطبيعة الحال ستكون في متناول الجهات المانحة الأجنبية قبل الأطراف العربية. ويمكن من خلالها دراسة كيفية النفاذ إلى الفنان والمبدع العربي، وإعادة صياغة مفاهيمه.

مثلاً، في أحد أبواب (آفاق) بعنوان “التمويل الثقافي في العالم العربي” كتب: “تعتبر الأبحاث التي ترصد أثر الفنون والثقافة على المجتمع مهمة كونها تقدّم فهماً أعمق للفوائد والعائدات غير الحسية التي ينتجها التمويل الثقافي والفني”. وينسحب الأمر على الأبحاث والدراسات المتخصصة التي سيتم إجراؤها من خلال هذه المؤسسات والصناديق، وكلّ هذا يساهم في تأسيس قاعدة معلومات وبيانات لا يستهان بها عن دول جنوب المتوسط أو المنطقة العربية المستهدفة، تُمكِّن جهات التمويل الأجنبي من الرصد المباشر لما يحدث في الدول العربية، ووضع تصور دقيق عن واقع الأمور لتوظيفه في خدمة الهدف الرئيسي: إحكام السيطرة على الدول المستهدفة.

7- إنشاء شبكات لتوزيع الأفلام: في الدورة الاخيرة لمهرجان دبي السينمائي، وضمن برنامح الاوروميد السمعي البصري –الذي سبق وتحدثنا عن أجندته التطبيعية- تم الإعلان عن تأسيس (MEDIS) وهي أول شبكة موزعين في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وسيكون موقعها في بروكسل، تتألف من موزعين من تسع دول عربية.  هذه إحدى الاستراتيجيات التي يتبعها التمويل الأجنبي في المجال السينمائي، حيث أن إنشاء شبكات اقليمية يساهم في تعميق التشبيك بين الأطراف العربية، ولاحقا وبرعاية الإتحاد الاوروبي سيكون الأفق مفتوحاً لإدماج “إسرائيل” في هذه الشبكة.

8- تشريعات قانونية بمعايير أوروبية: فنقرأ في نشرة الأوروميد الإلكترونية: “ستتبنى الجمعية (MEDIS) وهي شبكة التوزيع سابقة الذكر – نموذج مؤسستين أوروبيتين رئيسيتين وهما: أوروبا سينماس وأوروبا ديستريبيوشن، مؤسستين عريقتين ذوات خبرة سيتم دمجهما كشركاء في هذه الجمعية الجديدة”. إذن سيتم صياغة تشريعات سينمائية قانونية وفق معايير الجهة المانحة، وفي هذه الحالة ستكون الإتحاد الأوروبي، من ثم إدماج هذه المنطقة مع مكاتب قانونية تتبع لهوية صاحب التمويل.

9- إنشاء شبكات للتشبيك بين عدد كبير من المؤسسات والجهات العربية والعالمية: وهو عملية حياكة نسيج من العلاقات الوطيدة بين دور سينما فنية ومؤسسات ثقافية وعدة مؤسسات عربية وعالمية، وترأس هذه الشبكة وتديرها احدى جهات التمويل الأجنبي، الهدف الظاهر تيسير التبادل والتعاون والبحث في مجال السينما في المنطقة العربية والعالم. أما الأهداف غير المعلنة فهي التشبيك مع الكيان الصهيوني، ومن ناحية أخرى توسيع الرقعة الجغرافية لهذه الشبكات، مما يساعد في بسط سيطرة جهات التمويل الأجنبي على أكبر مساحة ممكنة من المنطقة العربية، والإكتساب من قاعدة البيانات التي تمتلكها مؤسسات الشبكة، ولهذه الغاية قد تلجأ بعض جهات التمويل إلى إنشاء أكثر من شبكة بذات الوقت.

ومثالها (ناس – شبكة الشاشات العربية المستقلة) التي تقوم (مؤسسة فورد الامريكية) بدعمها، ومن نيويورك يترأس هذه الشبكة المنظمة الامريكية (ارت اند ايست) أي الفن والشرق الاوسط – مرة أخرى لنلاحظ التسمية- ينتشر أعضاء هذه الشبكة على رقعة كبيرة من الوطن العربي: من سوريا دوكس بوكس، من لبنان جمعية متربولس، من الاردن مسرح البلد، من فلسطين مسرح وسينماتك القصبة، من مصر كل من: جمعية سمات، مركز الجزويت الثقافي، سينماتك، ومن السودان مصنع الفيلم السوداني، من الجزائر جمعية الشرنقة، من تونس سينما افريكا ارت، من المغرب كل من: سينماتك طنجة، المعهد العالي للفنون البصرية، من البحرين الرواق. وسنجد ان مؤسسات هذه الشبكة مفتوحة على مختلف أنواع التمويل الأمريكي والأوروبي بأجنداته وخططه طويلة الأمد.

بعض الأحيان تبني هذه الشبكات تحالفات مع مؤسسات قد لا تتلقى تمويلاً أجنبياً لكن ليختلط الحابل بالنابل ولتختلط المفاهيم والقدرة على التقييم، ولتعطيل المعيار الأخلاقي لدى جيل جديد من السينمائيين الشباب.

10- إنشاء مجموعة عمل تمويلية تمثل المنطقة بكاملها: تأسست هذه المجموعة تحت مظلة برنامج (الاورميد السمعي البصري) بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة منها؛ (الهيئة الملكية للافلام)، (شركة رواد الاردن)، (صندوزق آفاق)، (مؤسسات شاشات)، ممثلي عن وزارة الثقافة في كل من تونس والجزائر، وممثل عن وزارة الاتصال في المغرب.

تعمل هذه المجموعة وفق موقع البرنامج الإلكتروني على “تحديد الخطوات الناشطة لتعزيز تمويل الأفلام والأعمال السمعية البصرية والوسائط الجديدة والمحتويات التفاعلية والإنتاجات المشتركة في منطقة جنوب حوض المتوسط. في هذا الإطار، تم إصدار خطة عمل للتوعية حول أهمية وضع حوافز ضريبية ترمي إلى تعزيز عمليات تمويل الأفلام في المنطقة وتم البدء بمشروع رائد حسب ما يقتضيه الأمر (للإنتاج العربي الإسرائيلي)”.

11- إنشاء منصات إعلامية ترويجية تعمل على دمج الكيان الصهيوني بالمنطقة: فنرى على الموقع الالكتروني لبرنامج الأوروميد السمعي البصري، كيف يشتغل المشروع على محو فكرة الصراع العربي الإسرائيلي، ويضع فلسطين المحتلة جنبا إلى جنب مع الكيان الغاصب لها، كأن لا صراع يجمعهما، وتارة على صفحات موقع المشروع الإلكتروني يسمونها السلطة الفلسطينية، وتارة الأراضي الفلسطينية، وتارة أخرى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حسب ما تستدعي الحاجة، وليمعنوا أكثر بالدمج والتطبيع يضعون أخبارا عن نشاط وأعمال سينمائيين فلسطينيين ضمن الباب المخصص للأخبار السينمائية عن أفراد من الكيان الصهيوني، والعكس صحيح، ويبلغ عدد الزوارالموقع 10 الاف زائرا شهرياً.

أما مشروع ” تيراميد بلس“ المنبثق Hيضا عن الأوروميد سيقوم بإنتاج مجلة أسبوعية لترويج عروض الشركاء في المشروع -الدول العربية والكيان الصهيوني – عبر القنوات الفضائية، وإنشاء مكتبة فيديو للعرض.

هل من أفق؟

إذن ليس من البعد الثقافي وحده ينشأ خطر التمويل الأجنبي على السينما في الوطن العربي، إنما أيضا من النشاطات الأخرى.

في المستقبل البعيد سيغدو السينمائيون العرب محاصرين بهذه الصناديق، وستصبح جهات التمويل هي الجهات الوحيدة القادرة على إدارة دفة الأمور من خلال التحكم بمختلف المناحي المتعلقة بالسينما في المنطقة العربية؛ من إنتاج أفلام إلى عرضها وتوزيعها وتسويقها، مروراً بالدراسات والأبحاث والتقارير، وليس انتهاء بفتح الأبواب واسعاً أمام مشاركة الأفلام في مهرجانات عربية ودولية وعالمية بحكم شبكات علاقتها واسعة. كما سيصبح المحرّم مألوفاً؛ حيث التآلف مع التمويل والتطبيع، وسيكون لسان حال بعضهم ما المشكلة في قبول هذا التمويل؟ لماذا أكون أنا الإستثناء؟ سآخذ مالهم وأوظفه في خدمة قضاينا؟

بالنهاية وبشكل تدريجي سيحتضن هذا التمويل الجيل القادم من السينمائيين والمثقفين والفنانين والمبدعين الشباب تحت مظلته، ومن على منبره، وليتحدثوا بصوته. فاستمرار غياب الصناعة السينمائية الوطنية، وغياب الدعم الحكومي النقي، وغياب فرص العمل، والجهات المانحة الوطنية>

وفي ظل وجود كيانات سينمائية عربية كبرى، يتجه بعضها إلى استثمار ملايين الدولارات في إنتاج أفلام هوليودية، وفي غياب البدائل، وفي غياب قدرتنا الذاتية على تأسيس لتقاليد الصناعة السينمائية في الدول العربية -بإستثناء مصر- هذا كله يجعل البيئة مهيأة لبناء التقاليد والأساسات التي يريدها التمويل الأجنبي والتي يمكنه من خلالها التغلغل على اتساع الرقعة العربية وإحكام السيطرة بشكل ناعم، ومن ثم إعادة صياغة أولويتنا ووعينا ومفاهيمنا وفق مصلحته… بمعنى آخر إنه الإستعمار بشكله الجديد.

 التمويل والهيمنة: شباك التمويل الأجنبي والسينما (1)

التمويل والهيمنة: شباك التمويل الأجنبي والسينما (2)

*نشر مسبقاً في مجلة “راديكال”.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 9

Latest Images

Trending Articles





Latest Images